الغطاء النباتي في جبل برقو )الظهرية الوسطى( مورد طبيعي ودعامة للتنمية المحلية المستدامة والمتضامنة في المناطق الداخلية
خالد عبازة: أستاذ باحث جامعة تونس
الملخص
تعطي الكتلة الجبلية ببرقو مثالا عن تطور الأوساط الجبلية المتوسطية في إطار البيومناخ نصف القاحل. فبالرغم من محدودية امتدادها المجالي، تحتضن الكتلة الجبلية ببرقو في الظهرية الوسطى في تونس تنوعا للمشاهد والأوساط. ويرجع هذا الثراء أساسا، إلى تأثيرات الظروف الايكولوجية المحلية )المناخ، السحنات، الممارسات الفلاحية والغابوية والرعوية القديمة والحالة…(. وقد عرفت الكتلة الجبلية ببرقو الحضور البشري منذ القديم. وقد انجر
عن الاستخدام القديم والحالي للأرض في قطاع الدراسة ضغط كبير على الموارد الطبيعية )أساسا، الترب والغطاء النباتي( في علاقة بأنشطة الاجتثاث الغابي وامتداد النشاط الزراعي والأخذ الخشبي والرعوي. 2 ولقد أدى هذا الضغط البشري، إلى بروز أزمة بيئية واجتماعية حادة في بعض الأوساط، تجسدت خاصة في انحسار كبير للغطاء النباتي الطبيعي وشدة تدهور تشكيلاته النباتية وانتشار لمظاهر الانجراف في عدة مواقع من جهة، وفي تدهور لمستوى عيش السكان نتيجة لانحسار الموارد، مما أنتج حركات نزوح ريفي مكثف منذ سبعينيات القرن الماضي وظهور عدة حالات للخلاء الريفي من جهة أخرى. ويقدم هذا العمل بعض المقترحات المستوحاة من البيئة الخصوصية للمجال لتجاوز الأزمة ولإرساء تنمية محلية مستدامة ومتضامنة في هذا المجال الخلفي للبلاد التونسية