مسرح ثوري أم مسرح ما بعد الثورة؟ قراءة في احتجاج الأقنعة
لعمر علوي
يشكل عرض “ر ّحل“ أثرا فنّيا نموذجيا في ارتباط الفن باالحتجاج. ولئن عاين هذه المسألة، فهو لم يخض فيها بشكل يرتكز على التمثيل، بل حاول بقدر اإلمكان أن يش ّكل فكرة االحتجاج تجريديا متجاوزا تقنية الترميز. يقدّم هذا العرض ثالث لحظات متنافرة ومترابطة في اآلن نفسه: لحظة ما قبل االحتجاج، ولحظة تمثيل االحتجاج، ولحظة التفكير بوصفه أسمى طرق االحتجاج. تعاين المخرجة هنا هذا المفهوم في تقاطع المسرح بالكوريغرافيا باحثة عن موقع ثالث لألثر الفني نفسه وهو يحتج على معايير الأداء المستهلكة لتقدم لنا “درس الترحل“ كأهم حركة في كسر السلاسل الجغرافية التي نقع فيها، سواء إرثا أو طواعية أو خضوعا. فالتر ّحل هنا ليس أنثروبولوجيا في شيء، بل هو حركة انجازية في إعادة منح المكان لمن سلبوا المكان، على حدّ قول جاك رانسيار )Rancière Jacques سِقطوا من دائر (، وأ ة االعتبار ُ. لذلك فإ ّن اإلشكال األساسي الذي تعاينه المخرجة ثريا بوغانمي لهو التالي: إّن الفن لا يكون محتجا ومناصرا للاحتجاج الاّ اذا احتجّ على نفسه أوّلا
