وضعية المهاجرين واللّاجئين وطالبي اللجوء بجهة مدنين
د. نعيمة الفقيه
انطلاقا من خبرته ومعرفته بحقوق المهاجرين وفي إطار مهمّة ترمي إلى احترام حقوق الإنسان في تونس، ارتأى المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى تكليفنا بإعداد هذه الورقة البحثية حول وضعية المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء بجهة مدنين والتي تمّ تحريرها في بداية شهر أكتوبر لسنة 2019 بعد زيارة ميدانية للجهة يومي 11 و12 سبتمبر من سنة 2019، قمنا خلالها بمعاينة الأوضاع في هذه المنطقة وإجراء دراسة استقصائية نوعية مع الأطراف المتدخلة لفائدة الوافدين، ومن خلال تقنية المقابلة تمت محادثة عدد من الأطراف وهم والي الجهة، ممثلي عدد من المنظمات الإنسانية والمؤسسات الحقوقية من قبيل المنظمة الدولية للهجرة، المفوضية السامية لشؤون المهاجرين، المجلس التونسي للاجئين، الهلال الأحمر والمعهد العربي لحقوق الإنسان فرع الجنوب[1]، وباستخدام تقنية المجموعات البؤريّة Focus Group تمكّنّا من محاورة عدد من المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء بالجهة والتعرّف على ظروفهم داخل المبيتات المخصّصة لهم وداخل المجتمع المحلّي. هدفنا من خلال هذا العمل، يتمثل في الإجابة عن مختلف التساؤلات المطروحة وتمكين المنتدى من توفير مصدر من المعلومات حول سياق الهجرة الذي شكّل هاجسا يثير جدلا كبيرا بسبب المآسي التي يعانيها الوافدون ومحدودية قدرات الجهة على تبني المهمة على الرغم من وجود عدة أطراف متداخلة، كما أنّ المعطيات المتحصل عليها مهمة ستخدم السلطات المحلية والوطنية والمجتمع المدني الوطني والدولي، وهذا ما دفعنا في نهاية هذه الورقة البحثية إلى طرح جملة من التوصيات التي تمكن من دعم حقوق المهاجرين وتحسين أوضاعهم ومساندة جهة مدنين على مواجهة الأزمة التي تعيشها اليوم.