الملخص:
تتميز الثورات بثوّارها، والحركات الاجتماعية بفاعليها، وسنحاول في هذه الورقة البحثية معالجة فئة تحتل مشهد الحركات الاجتماعية، وهم المدونون. من خلال ما قاموا به من توثيق لانتهاكات النظام وفضحه، ومعارضة سياسة الحجب والصنصرة والمراقبة قبل الثورة، أو من خلال معارضة التشريعات الجائرة بعد الثورة. الانطلاق من الفاعلين الجدد باعتبارهم مدونين ينشطون في فضاء افتراضي – مواقع التواصل الاجتماعي – ومدى تأثيرهم في الواقع اليومي هذا التناقض الذي ينطلق في تخوم مسلّمات باعتبار المدوّنين فاعلين ومؤثرين، من خلال آليات تواصل هي الأكثر تطوّرًا وانتشارًا في تاريخ البشرية. أن يكون المدوّنون فاعلين في مسار سياسي أو مجرى تاريخي في سياق تطوّرات اجتماعية واكبوها. أين هم ثوّار الأمس، هل تمّ استبدال صور الثوّار والمحتجين والمتمرّدين يصدحون بأعلى أصواتهم في المظاهرات والمسيرات بأقنعة وصور افتراضية تخفي وراءها مؤثرين في المسار الثوري والحركات الاجتماعية من خلال “تدويناتهم”.