ككل سنة منذ 2018 ينشر قسم العدالة البيئية للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية تقريره السداسي في شكل ثلة من المقالات من إنتاج فريق العمل في تونس والجهات، حول مواضيع بيئية مختلفة تشمل أهم الإخلالات والانتهاكات التي تطال الحقوق البيئية للأفراد
واعتبارا لأهميته كمورد حيوي لاستمرار الحياة يبقى موضوع الماء موضوعا رئيسيا لا سيما في ظل تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية وحالة الشح المائي التي تعيش على وقعها البلاد منذ سنوات. ويحتوي هذا التقرير على أربع مقالات حول موضوع الماء، أولها مقال أشرف الدخيلي تحت عنوان “عندما يتحول الماء من مصدر للحياة إلى محرك للصراعات” الذي يسلط الضوء على أهمية الماء كعنصر حياتي وعامل جيواستراتيجي يمكن أن يكون محركا للنزاعات بين الدول أو لصراعات داخلية بين القطاعات المنتجة. وفي مقالها تحت عنوان “انقطاع الماء في السقدود معاناة متواصلة وسلطة عاجزة”، تسلط رحاب مبروكي الضوء على معاناة منطقة السقدود من ولاية قفصة مع انقطاع الماء وكيف تعاملت الدولة مع احتجاجات الأهالي. وعن ولاية قفصة أيضا، يكتب رابح بن عثمان في مقاله “عطشة عمرة“ حول استنزاف الطبقة المائية بمنطقة عمرة شمال الولاية من طرف مستغلة فلاحية موجهة للتصدير. ويركز المقال الأخير حول العدالة المائية لمنيارة المجبري تحت عنوان “سياسة مرتجلة لإيقاف استنزاف الموارد المائية: رخص تمنح لشركات تعليب المياه وترفض للفلاحين” على سياسة الدولة المائية وكيف أنها تواصل تشجيعها للاستثمار في قطاع الماء لصالح شركات تعليب المياه بينما تتواصل أزمة العطش في نفس المناطق التي يتم فيها استنزاف المياه
وبعيدا عن الماء، يتمحور مقال منير حسين حول “معالجة أزمة النفايات في تونس: بين تضارب المصالح وشلل إرادة الدولة” حول موضوع قديم متجدد الا وهو موضوع النفايات والتعاطي السلبي للسلطة مع تفاقم هذه الأزمة خاصة أمام ابعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المتشابكة
وحول الحق في المساحات الخضراء والمنتزهات، يسلط مقال إيمان قارسي بعنوان “تدهور المنتزه الحضري النحلي أحد انعكاسات أزمة الاستراتيجية البيئية” الضوء حول تدهور وضعية منتزه النحلي بأريانة وتوقف أشغال الصيانة به وما آلت إليه وضعيته بسبب تهميش وزارة البيئة لهذا الملف
وفي مقال ثانٍ لرحاب مبروكي بعنوان “اشكاليات القطاع الواحي في الجنوب التونسي: حزام قفصة الاخضر في قبضة التغيرات المناخية” تركز الكاتبة على أهمية التراث الواحي في قفصة وضرورة تعزيز قدرته على التكيف مع التغيرات المناخية والانتقال نحو اعتماد منوال واحي يدعم الموروث الواحي ويعزز مرونته بشكل عام
نأمل أن يساهم هذا التقرير في إنارة الرأي العام حول أهم الرهانات البيئية اليوم وفي تقوية الوازع البيئي والانخراط في الحراك المجتمعي من أجل بيئة سليمة وعدالة بيئية ومناخية
نتمنى لكم قراءة ممتعة