تقديم
منذ تأسيسه في 19 جانفي 2016 ، ينشر الائتلاف المدني للحريات الفردية، سنويا، تقريرا حول واقع الحريات الفردية. تمثل هذه التقارير محاولة لتوثيق أهم الانتهاكات التي تطال منظومة الحريات الفردية والصادرة عن مختلف الفاعلين العموميين: مؤسسات، سياسيين، الأمن، القضاء … بالإضافة الى الشخصيات العامة، المؤثرين على الرأي العام، مجموعات المواطنين أو حتى الاعتداءات الفردية. تحاول هذه التقارير كذلك، منذ سنة 2016 ، تقديم الإنجازات )ان وجدت( المتعلقة بتدعيم أو بحماية الحقوق والحريات بما في ذلك الحريات الفردية على الصعيد التشريعي والترتيبي والمؤسساتي وعلى أرض الواقع. حافظ الائتلاف، منذ إصداره لتقريره الأول، على نفس الخطة وعلى نفس التمشي. فعلى مستوى التخطيط، اخترنا منذ البداية خطة بسيطة قائمة أولا،
على رصد مختلف الانتهاكات التي طالت الحريات الفردية والهجمات والاعتداءات ضد المجموعات الاكثر عرضة للتمييز والتهميش )على غرار النساء والأطفال، والمثليين والمثليات والمتحولين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي واللاجئين …(. ثانيا، البحث عن الاستحقاقات والإنجازات في مجال الحريات الفردية، وثالثا وأخيرا، تقديم التوصيات. هذا وقد لاحظنا خلال هذه السنة ) 2020 ( ارتفاعا في نسق التهديدات والانتهاكات في مجال الحريات الفردية وضد المجموعات الأكثر عرضة للمخاطر على غرار الصحفيين والناشطين. وبالنسبة للائتلاف فإن هذا الوضع المليء بالانتهاكات كان متوقعا، اذ وقع التحذير من مخاطر الشعبويين على الحريات الفردية بمناسبة اصدار الائتلاف لتقريره في أفريل 2020 .
وبالإضافة لخطر الشعبوية على الحريات الفردية فإن جائحة كوفيد- 19 كان لها نفس الوقع على الحريات. اذ ساهمت هذه الظروف في تدهور وضع الحريات وتسريع نسق
الاعتداءات ضد الفاعلين في مجال الدفاع عن الحريات الفردية
الاستاذ وحيد الفرشيشي
الفرنسية
العربية