بيان تضامني مع الشعب الفلسطيني بعد مجزرة نابلس
يشهد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تطورات خطيرة في الأيام الأخيرة. ومع سقوط يوم الأربعاء 22 فيفري احدى عشر شهيدا فلسطينييا، واصابة أكثر من مائة برصاص الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحام الاحتلال مدينة نابلس، يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى اثنين وستون شهيدا في الضفة الغربية المحتلة، ولتضيف دولة الاحتلال مجزرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني، مجزرة وحشية بربرية تستخدم فيها الرصاص الحي ضد المدنيين العزل من نساء وشيوخ وشبابا وأطفال.
كما ويأتي كل هذا في ظل تصعيد ممنهج في القدس مع استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك من قبل عشرات المستوطنين الإسرائيليين، في استفزاز صارخ للمقدسيين وانتهاك لحرمة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في المدينة، كجزء من حرب معلنة تشنها دولة الاحتلال بأذرعها الأمنية والاستيطانية على المقدسات والمساجد ودور العبادة، ضمن مخطط لتغيير وطمس علامات الهوية الدينية والثقافية للمدينة، وتمهيدًا لفرض مخطط التهويد الذي يستهدف القدس ومدن أخرى في فلسطين، بالإضافة لكل التعديات والاقتحامات اليومية للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الخليل وجنين ورام الله والدهيشة وقلنديا وبلاطة وغيرهم. ومع استمرار الحصار لقطاع غزة ومقاومته وسياسات التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48.
كما وتواصل الحركة الأسيرة داخل السجون تحركها للتذكير بما يتعرضون له من ظلم واضطهاد بعد مصادقة الكنيست الإسرائيلي في قراءة أولية على قانون حرمان الأسرى من العلاج وهو خطوة خطيرة لإقرار الموت البطيء وتتنافي مع المواثيق الدولية والقوانين وحقوق الانسان.
تأتي هذه المجزرة في ظل صمت دولي مستمر وغطاء امريكي أوروبي، ليكشف الوجه الحقيقي لهذه الدول في ظل ازدواجية المعاير والمواقف ولتتضح الصورة جليه حول السياسة الاجرامية المستمرة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته. مع تهافت الدول العربية للتطبيع مع دولة الكيان الصهيوني وبناء جسور من العلاقات الاقتصادية والتجارية والأمنية، ضاربة بعرض الحائط ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ومواقف شعوبها في دعم واسناد النضالات الفلسطينية ورفضها لسياسات أنظمتها في التطبيع والتخاذل.
ومع كل هذا السواد القاتم يستمر الشعب الفلسطيني بإنتاج النماذج الثورية النضالية والذي يشكل عرين الأسود في نابلس وكتيبة جنين صورة مشعة لدور الشباب الفلسطيني المتمسك في حقه المشروع في النضال والمقاومة على أرضية، ووحدة الشارع والموقف الملتف حول هذا الخيار، وليشكلوا هؤلاء الشباب قيادة ميدانية حقيقية لكافة الفصائل بعيدا عن مواقف السلطة التي ما انفكت تراهن على المشروع الأمريكي والصهيوني في عملية سلام اثبتت فشلها منذ عقود.
ويهم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن يؤكد تجديد تضامنه الثابت ووقوفه الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع ضد الاحتلال ومن من أجل استرجاع حقوقه المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وعلى ضرورة العمل العربي والدولي ومع كل الحركات الاجتماعية والتضامنية والمؤسسات الشريكة من أجل الضغط على الحكومات لتفعيل قرارات الشرعية الدولية ومحاسبة وردع المحتل على جريمته الأخيرة وجرائمه الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود.
عن الهيئة المديرة
عبد الرحمان الهذيلي