تصريحات “ماكرون”: لا يمكن للبشر تحمّل “بؤس” سياسات الكراهية والتمييز
“لا يمكننا أن نستقبل بؤس العالم برمته” هكذا كرّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مقولة سابقة لتبرير سياسات فرنسا ومن ورائها أوروبا في التضييق على المهاجرين. لم تكن الهجرة “بؤسا” الا نتيجة مقاربات انتقائية للحق في التنقل بما يخدم سياسات القوى الكبرى واقتصاداتها ويصنف بقية البشر ب “غير المرغوبين” وتعتبرهم “بؤسا”.
أشار الرئيس الفرنسي الى مدينة صفاقس كنقطة رئيسية للانطلاق في مواصلة للدعايات اليمينية المتطرفة الهادفة الى وصم المدينة واعتبارهم بالمنطقة الخارجة عن سيطرة الدولة التونسية. كما طرح مجددا مشروطية المساعدات بالتعاون في ضبط التنقل نحو الضفة الشمالية. بل انه أشار الى ضرورة التواجد الامني في دول العبور تحت عنوان التعاون والتنسيق والشراكة في مواصلة لخيار الاستعانة بمصادر خارجية لحماية حدود الاتحاد الأوروبي ومنع المهاجرين الذين يعتبرون غير مرغوب فيهم. يدفع الرئيس الفرنسي ومن ورائه قادة الاتحاد الأوروبي بالمقاربات الأمنية الى اقصى مدى لضبط الحق في التنقل.
في الوقت الذي اكد فيه البابا فرنسيس ان المهاجرين “طالبوا ضيافة وليسوا غزاة” تؤكد تصريحات الرئيس الفرنسي خياره في مزيد التضييق على المهاجرين وسياسة اللامبالاة إزاء التنكر للحقوق داخل فرنسا وخارجها. لم تؤدي هذه السياسات الا الى تعميق المآسي الإنسانية على شواطئ “كاليه” او في البحر الأبيض المتوسط.
لا يزال المهاجرون يواجهون الوصم وعدم المساواة والكراهية والعنصرية على نطاق واسع في فرنسا وفي المنطقة بتشجيع من حكومات تتبنى مقاربات معادية للمهاجرين
نحن بحاجة إلى ان تتحمل أوروبا نتيجة سياسات ارثها الاستعماري ونهب خيرات القارة والتورط في عدم الاستقرار في دول الجنوب ومسؤولياتها في تغيّر المناخ وكل السياسات التي تجبر البشر على التنقل. نحتاج اليوم تعاونا دوليا أكثر فعالية في استجابة إنسانية لإنقاذ الأرواح وضمان حق التنقل ونهج أكثر تعاطفا مع المهاجرين في مواجهة “بؤس” سياسة الكراهية والحجز والطرد ضدهم التي تتبناها سياسات الهجرة في فرنسا وكل أوروبا.
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
الرئيس عبدالرحمان الهذيلي