النّساء العاملات بحقول الاستلاب زمن الكورونا: ذكوريّة الفضاء، والهيمنة المزدوجة[1].
رضا كارم
الملخّص
لم تغيّر مسارات الثّورة أوضاع العاملات في القطاع الفلاحيّ تغييرا جذريّا، بل نعتقد أنّها سلّطت أضواء لا عهد لنا بها على مجمل الشّروط التّاريخيّة والرّمزيّة الّتي تصف نظام عمل هذه الفئة الاجتماعيّة في المزارع. فدفعت بقضيّتهنّ إلى طاولات النّقاشات، ومركزتها ضمن الأدب الاحتجاجيّ و”سوسيولوجيا الفعل الجماعيّ في تونس”[2]. ونحن ندرس راهن هؤلاء الكادحات ضمن سياق يسوده فيروس كوفيد-19، محاولين الكشف عن بنية الهيمنة الممارسة على الكادحات وتأصيلها ضمن سياقات إنتاجها وتأثيرات الحجر الصّحّي في علاقاتهنّ بمحيطهنّ العائليّ وموقعهنّ في سياسات الحكومة. ونهتمّ بفحص دور البطركيّة والهيمنة الذّكوريّة في الاضطهاد المسلّط على عاملات القطاع الفلاحيّ والآثار السّوسيولوجيّة والطّبقيّة والنّفسيّة لعمليّات الاضطهاد تلك خصوصا ضمن راهنيّة يسودها سياق كورونيّ متشنّج. ونتسلّح ببعض المكتسبات النّظريّة للدّراسات الجندريّة والدّراسات الذّكوريّة، لمحاولة متابعة الجهود السّابقة ولكن من زاوية نظر مختلفة.
[1] أتوجّه بالشّكر والعرفان إلى الأستاذة آمال قرامي، وخالد عبداوي، وكريم فارح، ومنذر اليوسفي، ومحجوب نصيبي، وعلاء حامدي، وبشير البوكاري، وطارق دريدي، وخالد عبيدي، ونسيم الكافي، وهدى بحروني.
[2] عنوان الكرّاس عدد2 للمنتدى التّونسيّ للحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، إشراف، سفيان جاب لله، تونس، 2019.
الكراس