الكاتب والمفكر، اصف بيات
الربيع العربي: ثورات زمن النيوليبرالية
ملخص مداخلة آصف بيات خلال ندوة “ثورات الشعوب زمن النيوليبرالية : النجاحات والانتكاسات والبدائل”
بعثت الانتفاضات العربية بتفاؤل غير مسبوق حول امكانية تحقيق الديمقراطية والتنمية في العالم العربي، لكن سرعان ما تحول هذا التفاؤل الى تشاؤم وإحباط حول مسارات هذه الانتفاضات. لماذا عرفت الثورات العربية هذه الانتكاسات؟ كيف يمكننا سبر غور الربيع العربي؟ لفهم ذلك لابد من وضع هذه الثورات في مسارها التاريخي.
أعتقد ان ما حدث في تونس ومصر واليمن لم تكن ثورات راديكالية ، كالتي حدثت في القرن العشرين ، في ايران ونكيارغوا سنة 1979، على سبيل المثال، ما حدث في البلدان الثلاث المذكورة هي “اصلاحات ثورية” ، بمعنى انها لم تكن إلا طريقة لإجبار الانظمة القائمة على اصلاح نفسها.
سأطرح فكرتي هذه للنقاش واشرح ما يعنيه ذلك في علاقة بمآلات هذه الثورات.
الثورتان المصرية والتونسية اسفرتا عن نتائج ايجابية الى حد ما: تحركات منظمة ، سلمية وتعددية، فتحت فضاءات لمبادرات مواطنية وصراعات سياسية، لكنهما لم تسفرا عن تغييرات هيكلية ، خاصة في المجال الاقتصادي، حيث ظلتا مهددتين بالثورات المضادة.
وتبقى التحديات الرئيسية في تونس اليوم هي تعميق التوجه الديمقراطي والسعي لتلبية المطلب الشعبي في العدالة الاجتماعية ، وفي نفس الان ، مواجهة التحديات الامنية والتدخلات الخارجية.