اللامساواة والصحّة في تونس
محمّد بن صالح
في هذا الزّمن المتميّز بأزمات صحية وسياسية واقتصادية، يظل موضوع مساواة اللا في تونس قليل التناول من قبل جميع الأطراف المنخرطة في النقاش العام. وفعلا، فلا المشاكل الاقتصادية، التي يهيمن جانبها المالي على المناقشات، ولا التوتر الاجتماعي الذي تجسّد في الانتفاضات الأخيرة لشباب الأحياء الشعبية، ولا الأزمة الصحية، قد وقع تناولها من زاوية عدم المساواة. ومع ذلك، فإن هذه المسألة محورية وحاضرة دوما من خلال تداعياتها على جميع أبعاد الأزمة التي تمر بها البلاد. وحتى في صورة تناوله فإنّ الموضوع يطرح على نحو غير سليم في أغلب الأحيان و يعرض على نحو خاطئ وبالتالي يسوء فهمه. ففكرة اختزال اللامساواة في التفاوت الجهوي، مثلا، لم تسمح بقراءة شاملة لهذه المسألة التي تتضمّن أبعادا تتجاوز بكثير المعطى الجغرافي وحده. فالمطالب المتعلقة بالبطالة والهشاشة التي ترفعها الحركات الاجتماعية النابعة من الفئات الاجتماعية المحرومة، ومطالب شباب الطبقة الوسطى بشأن مسائل الفرص الاقتصادية والاقتصاد الرّيعي، من الأجدر أن تدرج ضمن نقاش هادئ ورصين يتمحور حول قضية اللامساواة كقضية مركزية.