معا من أجل الانتقال البيئي
أصبحت القضايا البيئية من المواضيع المطروحة بقوة في الأونة الأخيرة خاصةً مع ظهور عديد المشاكل واهتراء المنظومة البيئية بالكامل وأصبح الوعي البيئي متداول بين العديد من مكونات المجتمع المدني والمواطنين فبعد أن كانت المشاكل البيئية قضية ثانوية أصبحت الان من القضايا الرئيسية التي يدافع عليها المواطنون ومن أهمها قضية النفايات الإيطالية، البذور الفاسدة في مدينة بنبلة، أزمة نقص الأعلاف في منطقة أولاد جاب الله من ولاية المهدية، استيراد الخضر بطريقة عشوائية وأخرها أزمة غلق مصب النفايات بعقارب وما نتج عنها من حركات احتجاجية كبيرة في كل من مدينة صفاقس جراء تراكم النفايات وأيضاً في مدينة المحرس ضد إقامة مصب جهوي بالمدينة والصدام الأخير الذي وقع في مدينة عقارب بين المحتجين وقوات الأمن ضد إعادة فتح مصب القنة.
وتشهد اليوم مختلف جهات البلاد تصاعدا في وتيرة الاحتجاجات. وتخوض عديد المناطق معارك حقيقية في محاولة للضغط على الدولة، وعلى الرغم من وجود بعض التحسن في الوضع البيئي ببعض المناطق والناجم أصلا عن إرادة المجتمع المدني ومقاومته وإصراره، إلا انه لا يزال هنالك الكثير من العمل من أجل حماية البيئة وهو ما يتطلب ضرورة تدخل جميع الأطراف المتدخلة في المجال البيئي من أجل تغيير السياسات والاختيارات البيئية المتبعة من قبل مختلف الأطراف وهو ما يمثل في حد ذاته تحديا كبيرا.
وفي إطار التصدي للإشكاليات البيئية عمل فرع المنتدى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالمنستير على مساندة الحركات الاجتماعية البيئية ونجح في إنشاء وتطوير تحالف بين مختلف الفاعلين وممثلي هذه الحركات.
وقد ساهم فرع المنتدى بالمنستير بدور أساسي في مقاومة التلوث خاصة في خليج المنستير ويعود هذا لارتباطه الوثيق بهذه المسألة ومبادراته في مقاومة التلوث التي تظهر من خلال عمله المتنوع (العمل الميداني، الملاحظة، البحوث، الدراسات، المفاوضات، الأشرطة الوثائقية، الاتفاقيات، حملات المناصرة…)، و في إطار نضاله من أجل تحقيق العدالة البيئية يسعى فرع المنتدى بالمنستير حاليا إلى توسيع تحالفاته المحلية لتشمل الحركات الاجتماعية البيئية الأخرى وربط الصلة بمختلف الفاعلين والمتدخلين في المجال البيئي بهدف الوصول إلى تحالف من شأنه أن يمثل أداة للضغط على أصحاب القرار بهدف تغيير اختياراتهم وسياساتهم البيئية.
وفي هذا السياق تبرز أهمية تنظيم المنتدى الجهوي الثالث للعدالة البيئية بجهة الساحل يومي 26 و27 نوفمبر 2021 بالمنستير والذي سيشكل فضاء للحوار وفرصة للقاء بين المناضلين والفاعلين والخبراء والمسؤولين للتعاون من أجل صياغة المقترحات والبدائل الكفيلة بتحقيق الانتقال البيئي وفق مفاهيم العدالة البيئية.
ويتضمن برنامج المنتدى في اليوم الأول لقاء مع طلبة المعهد العالي لعلوم وتكنولوجيا البيئة ببرج السدرية في إطار تعزيز قدرات المنتدى والتفتح على الجامعات والتشبيك مع الوسط العلمي وأيضاً انفتاح الطلبة على العمل الميداني الذي يقوم به المنتدى. بينما سيكون اليوم الثاني مخصص لتعميق النقاش بين مكونات المجتمع المدني وخبراء والسلط المعنية حول “أزمة النفايات الصلبة في تونس” و”أزمة السيادة الغذائية” و “الشركات الملوثة ودورها المجتمعي”
الأهداف العامة التي سيتم التوصل إليها من خلال هذه الورشات:
– تحسيس ممثلي المجتمع المدني بإشكاليات والرهانات البيئية والاجتماعية
– تبادل أمثلة عن تجارب سابقة ناجحة والاستئناس بها لمبادرات مستقبلية
– تعزيز التعاون والعمل المشترك بين المنتدى والطلبة الباحثين
– تعميق النقاش حول مشكل النفايات الصلبة في تونس
– التحسيس بمشكلة السيادة الغذائية
– التحسيس بمسؤولية الشركات الملوثة