أهمية هياكل الصحة الأساسية في استمرارية الخدمات الصحية ومكافحة وباء كورونا
تعتمد المقاربة المطبقة الى حد اليوم لمكافحة خطر وباء كورونا بشكل أساسي على اغلاق ومراقبة الحدود وخدمات الاسعاف الطبي الاستعجالي وخدمات المستشفيات. إلا أنّه مع ارتفاع نسب العدوى المحلية، تجلت محدودية قدرة هذه المقاربة على مكافحة الوباء : أصبح خط 190 الآن مثقلًا بالاتصالات ويصعب التحصل عليه في حالات الطوارئ الحقيقية، ومن المتوقع ألا تقدر المستشفيات على استيعاب جميع مرضى الكورونا في الأسابيع المقبلة و التكفل بعلاجهم .
من الضروري اذن اعتماد مقاربة لا مركزية فعلية، تشمل جميع مكونات وعناصر القطاع الصحي كما أوصت بذلك منظمة الصحة الدولية واجراء التعديلات اللازمة وتصحيح الأخطاء وملأ الثغرات. ان هياكل الرعاية الصحية الأساسية التي لم يتم تجنيدها لمواجهة هذه الجائحة، أو على الأقل لم يقع تجنيدها بالشكل الكافي، قادرة على الاضطلاع بدور رئيسي وهام في الاستراتيجية الوطنية للسيطرة على الفيروس خاصة بفضل انتشارها الواسع على المستوى الجغرافي وبفضل خبراتها في الرعاية الصحية الأساسية.
ان تحقيق مهمة المساهمة في مكافحة وباء كورونا يجب ان يتزامن مع مع مواصلة هياكل الرعاية الصحية الأساسية وجميع المؤسسات الصحية تقديم خدماتها و ضمان استمرارياتها كما نص على ذلك بيان وزارة الصحة بتاريخ 22 مارس 2020 الذي
“يدعو المديرون العامون للمؤسّسات العموميّة للصحّة ومديرو مختلف الهياكل والمؤسسات الصحيّة العموميّة إلى اتّخاذ جميع الاجراءات الاداريّة والتنظيميّة اللازمة بالتنسيق مع مختلف الأطراف المتدخّلة قصد ضمان استمراريّة إسداء الخدمات الصحيّة في أفضل الظروف وفقا لبرنامج عمل يتمّ إعداده على مستوى كلّ مؤسسة”
-
ضمان استمرارية الخدمات الصحية خلال وبعد فترة الحجر الصحي العام. كل انقطاع في هذه الخدمات يمكن أن يتسبب في تأثيرات خطيرة على صحة المواطنين. بناء على ذلك، من الضروري تأمين هذه الخدمات وأداء هذه المهمات مهما كانت الظروف:
-
تحديد الفئات الأكثر تأثرا بفيروس كورونا لتأمين حاجيتهم الصحية الخاصة ولحمايتهم مما سيساهم في انخفاض أعداد الحالات الحرجة والوفيات
-
توفير الأدوية لأصحاب الامراض المزمنة الأكثر عرضة لتعكرات الإصابة بالفيروس. يتزود أكثر من مليون مصاب بمرض مزمن بالأدوية من مراكز الصحة الأساسية والمستشفيات المحلية ويتسبب انقطاعهم عن تناول أدويتهم في تدهور حالتهم الصحة وجعلهم أكثر عرضة للتعكرات الصحية في حالة إصابتهم بالفيروس. لهذا يجب التنظم وطلب المساعدة من متطوعي المجتمع المدني وطلبة الطب والخدمات الاجتماعية ومؤسسة البريد من أجل إيصال الأدوية للمرضى في منازلهم وتجنب تنقلهم لجلب العلاج وبالتالي تفادي تعريضهم للخطر.
-
ضمان تأمين العيادات الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة الذين يتم متابعتهم في الخط الأول و كذلك الذين يتم متابعتهم في المستشفيات في ظل انقطاع العيادات الطبية بالمستشفيات ومشاكل المواصلات والنقل.
-
المواصلة في تأمين الأنشطة الصحية التي تعتبر ضرورية أو استعجالية كالتلقيح و العيادات في علاقة بصحة الحوامل والأمهات والصحة الإنجابية، والفئات الضعيفة كالأطفال والنساء وكبار السن وعيادات التغذية و الحالات الاستعجالية المتعلقة بطب الاسنان
-
اتاحة الوسائل اللازمة لمواصلة توفير الخدمات الاساسية
-
اتخاذ الإجراءات اللازمة والملائمة لحماية مهنيي الصحة بما يتطابق مع التوصيات الواردة في مختلف الوثائق التي نشرتها وزارة الصحة.
-
تنظيم دورات تكوينية حول فيروس كورونا على مستوى كل المؤسسات والهياكل وكل أعوان قطاع الصحة الأساسية. هذا ويتوجب اتباع التكوين بعمليات بيضاء واتخاذ ترتيبات لتوفير الدعم والاحاطة النفسية والتقييم الدوري لمدى احترام الأشخاص المعنية للإجراءات المتخذة.
-
بذل مجهود استثنائي لضمان توفر الادوية بشكل دائم وخاصة منها أدوية الأمراض المزمنة والمعدات الوقائية الشخصية واللوازم الصحية. كذلك، يجب وضع خط هاتفي مع ضمان اشتغاله.
-
كل مؤسسات وهياكل الصحة الأساسية مدعوة لإعادة تنظيم عملها لضمان استمرارية الخدمات الضرورية مع الاحتفاظ بالموارد البشرية الكافية لتأمين هذه الاستمرارية.
-
المساهمة بشكل فعال في مكافحة جائحة كورونا
-
التحقيق الوبائي وو متابعة المخالطين
من الضروري تحديد الأشخاص الذين تواصلوا مع المصابين بفيروس كورونا وعزلهم في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الوباء. وبما ان هياكل الصحة الأساسية لها خبرات قيمة فيما يتعلق بالتحقيقات الوبائية فيجب تكوين فرق في كل دائرة صحية تتكون من ممرضين تعمل تحت رقابة وتوجيه طبيب صحة عمومية لتحديد قائمة الأشخاص الذين تواصلوا مع المصابين بفيروس كورونا ومتابعة وضعهم الصحي:
-
تحيين قائمة الأشخاص ومعلومات الاتصال بهم وخاصة عناوين الإقامة وأرقام الهواتف
-
تنفيذ لاجراءات الرعاية الطبية حسب خطة المتابعة التي أوصي بها على المستوى المركزي
-
<تخصيص مركز بكل دائرة صحية ليكون الحلقة الاولى في سلسلة مقاومة وباء كورونا
<يتطلب دليل مسلك المريض المصاب بفيروس كورونا أو المشتبه به التي أعدته هيئة الاعتماد الصحي تخصيص مكانا للعزل يعمل به طبيب و ممرض في كل مركز صحي إلا ان أغلب المراكز لا يتوفر لها المساحة ولا الموارد البشرية الكافية لتنفيذ هذه الخطة. لهذا السبب، يجب تحديد مركز صحي واحد لكل دائرة صحيّة باعتباره الحلقة الأولى في سلسلة مكافحة جائحة كورونا. هذا المركز هو مركز طبيّ متقدم يحقق توازنا بين المتطلّبات الفنيّة وو متطلبات السلامة والقرب الضروري من السكاّن عندما يكون وباءً ذا قدرة عالية على الانتشار في جميع أنحاء البلاد مثل وباء كورونا.
يجب اعلام المواطنين على نطاق واسع بالذّهاب إلى هذا المركز في حال لاحظوا ظهور أعراض مرض الكورونا كما يجب توعيتهم وتحسيسهم بضرورة الاتصال الهاتفي في مرحلة أولى. ويمكن أن يساعد الدّعم المقدّم من السّلطات المحليّة والمجتمع المدني ووسائل التواصل الاجتماعي في تعميم المعلومة على كل متساكني الدائرة الصحية.
يمكن أن تتمثل هذه المراكز حسب خصوصية كل جهة، في مستشفى محلي (فيما عدى الأقسام الاستعجالية) أو مركز الصحة الوسيط أو مركز الصحة الأساسية. تعمل هذه المراكز، تحت رقابة وتوجيه الهياكل المركزية، على تسهيل تحديد الأشخاص المشتبه بإصابتهم، و تأكيد أو نفي الإصابات، وعزل المصابين أو المشتبه في اصابتهم. يجب أن تكون مسلك المريض محدّدا وأن يكون نظام الإحالة واضحًا بآليّات اتّصال وظيفيّة ومتجاوبة. تحتوي هذه المراكز على معدّات الحماية الشخصيّة ، وآلة قياس الاكسيجين ، ومصدر أكسيجين، ووسيلة لإجلاء المرضى إلى خدمات متخصّصة يمكن تأمينها بسرعة. و تكون وسائل الاتّصال (الهاتف والكمبيوتر والإنترنت) متاحة وفعّالة. و في انتظار الاختبارات السريعة، يمكن لمهنيين مدرّبين أخذ عيّنات للمرضى المشتبه بهم وإرسالها إلى المخابر المعتمدة. يجب إقامة تعاون وثيق مع الفريق المكلف بمتابعة المخالطين في الدائرة الصحية تفتح هذه المراكز من الساعة الثامنة صباحا الى الساعة الثامنة مساء مع إمكانية تمديد أوقات العمل على ان يؤمن فريقان تسيير الاعمال، فريق صباحي وآخر مسائي و يتم اجراء الفحوصات المتعلقة بفيروس كورونا بشكل مجاني. بناء على ما سبق، يجب الإسراع بفتح هذه المراكز بالمناطق الأكثر إصابة بالوباء على أن يتم تعميمها لاحقا على جميع المناطق.
تتكون النواة الصلبة لهذه المراكز من أطباء و ممرضي الدائرة الصحية، ولكن يمكن للدائرة، اعتمادًا على الاحتياجات، تشريك المهنيين الآخرين بما في ذلك مهنيّي القطاء الخاص في صيغ يتمّ تحديدها (المشاركة المباشرة في الفرز عبر الهاتف والإحالة وتبادل المعلومات).كما يجب تكوين الفرق المختصة التي ستعمل بهذه المراكز وتنفيذ عمليات بيضاء مع تجديد التكوين لتتبع تطور الأوضاع.
-
<التعبئة والتنسيق على المستوى المحلي، الجهوي والوطني
-
<الدائرة الصحية مدعوة اليوم للاضطلاع بدور أساسي في تنظيم وتوزيع المهام وعليها تنفيذ المهام المطلوبة منها بشكل ناجع وفعال كما تفرضه الأوضاع. لهذا الغرض، يجب وضع خطة عمل واضحة لتوزيع الأدوار ولإدارة الموارد البشرية بشكل ناجع وتوزيع الإطارات الصحية بشكل عادل ومتوازن مع الاحتفاظ بعدد منهم للتدخل عند الطوارئ مع ضمان مجموعة من الاحتياطيات لتقليص خطر انتشار العدوى. الدائرة الصحية مدعوة أيظا لتنظيم اجتماعات للمراقبة والتّقييم المنتظم لتحسين العمليّات و لتنظيم اجتماعات المتابعة والاستباق مع المهنيّين في القطاع الصحيّ الخاص.
-
<يجب تنظيم اجتماعات مع البلديّة، والدّوائر الحكوميّة المختلفة، ومنظّمات المجتمع المدني بشكل منتظم لإدارة الأزمة على المستوى المحلي و تنظيم الأنشطة لتعزيز تدابير النظافة والوقاية والامتثال لقواعد الحجر الصحّي تشمل جميع سكّان المنطقة.
-
<التّنسيق الإقليمي والوطني. تُدعى الإدارات الجهويّة للصحة وإدارات المؤسّسات الصحية، في إطار خطّة المكافحة الإقليميّة للوباء للإشراف على أنشطة الدّائرة المحليّة ودعمها، وذلك بتوفير الخدمات اللوجستيّة اللاّزمة وفقًا لبرنامج محدّد، و تنظيم تكوين المدرّبين وتسهيل التّعاون بين القطاعات. يقع تنظيم اجتماعات المتابعة الجهويّة والوطنيّة بانتظام وعن بعد.
.
-
<يجب الإشارة الى حاجة إطارات الصحة للدعم والمساندة وهذا يشجعهم على العمل والمثابرة. إنّ الموجة الاستثنائيّة للتّضامن و دعم السّكان لقطاع الصّحة مساهمة هامّة لتحسين خدمات الرّعاية في هذه الفترة العصيبة. هذا الدعم الشعبي يقتضي تعزيز متطلّبات الشفافية والمساءلة التي يجب تطبيقها على جميع المستويات ولهذا يجب انشاء نظام للتواصل ونشر المعلومات لإتاحتها للجميع سواء تعلق الأمر بالإجراءات المتخذة أو بالتحقيقات المنجزة أو بالنتائج التي تم التوصل لها كما يجب وضع آليّة مساءلة موضوعيّة. بهذه الطريقة فقط يمكن أن تكسب إطارات الصحة، وبشكل دائم، ثقة السكّان ومساندتهم.
قائمة المنظمات والجمعيات الممضية
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الجمعية التونسية للدفاع عن الحق في الصحة
الجمعية التونسية للدفاع عن المرفق العمومي للصحة و حقوق مستعمليه
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية
الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل
شبكة مراقبون
المرصد الوطني للفوارق الاجتماعية في الصحة
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
النقابة العامة لأطباء وأطباء الأسنان و الصيادلة الجامعيين (الاتحاد العام التونسي للشغل)
الجمعية التونسية للصحة الإنجابية
الجمعية التونسية للصحة الإنجابية تطاوين
مجموعة توحيدة بن الشيخ
رابطة الناخبات التونسيات
أصوات نساء
جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية
أطباء العالم بلجيكا – فرع تونس
عشرون مليون مستهلك
الجمعية التونسية من أجل الحقوق و الحريات
جمعية المواطنة والتنمية والثقافات والهجرة بالضفتين CDCMIR
موجودين Mawjoudin We exist
جمعية يقظة من أجل الديمقراطية والدولة المدنية
جمعية حنان للرضاعة الطبيعية
الجمعية التونسية للأمراض الصدرية والحساسية
جمعية أمل للبيئة بالمتلوي الحوض المنجمي
جمعية المواطنة و الحريات- جربة
جمعية آفاق العامل التونسي
جمعية ABC سينما
الجمعية التونسية لتفغيل المواطنة بنزرت
أخصائيون نفسانيون العالم – تونس
جمعية النهوض بالمعاقين- فوشانة
جمعية التكوين الطبي المستمر لأطباء الصحة العمومية ببن عروس
جمعية رؤية حرة (“Free Sight”)
الجمعية المغاربية للسلامة الصحية للأغذية
أخصائيون نفسانيون العالم – تونس
Oxfam تونس
TPM Best
جمعية مواطنة وتنمية بحفوز
المركز التونسي للصحة العمومية
الجمعية التونسية لعلم النفس في الصحة
التعاون من أجل التنمية في البلدان الناشئة COSPE
إنترناشونال ألرت – تونس