1 ماي 2019
بيان غرة ماي
يحي الشغالون والشغالات في تونس اليوم مع كل عمال العالم ذكرى عيد العمال العالمي وبهذه المناسبة يتقدم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية الى كل الأجراء والعمال في كل القطاعات بتهانيه اعترافا لهم بدورهم وتضحياتهم من أجل خلق الثروة وتأمين الخدمات العمومية.
ويأتي عيد العمال اليوم والبلاد في حداد بعد فاجعة السبّالة من ولاية سيدي بوزيد والتي أودت بحياة 12 ضحية من العمال والعاملات في القطاع الفلاحي بعد حادث مرور جديد وهم على شاحنة موت بالرغم من صيحات الفزع المتلاحقة التي أطلقها المنتدى منذ 2015 وقد تجاوز ذلك التاريخ عدد الضحايا 40 ويأتي كذلك أسابيع قليلة بعد تصاعد تحركات عمال الحضائر للمطالبة بتطبيق بنود الاتفاق المبرم مع الحكومة وأسابيع قليلة يعد وفاة 14 رضيعا بمستشفى الرابطة.
ان معاناة الفئات الهشة من النساء العاملات في القطاع الفلاحي والنسيج وعمال الحضائر والعائلات المعوزة والمعطلين عن العمل والمدافعين عن الحق في الماء والحق في البيئة والحق في التنمية صارت ترافق منذ سنوات تحركات العمال والأجراء وصغار الكسبة والمنتجين فالمربون والجامعيون والأطباء وغيرها من القطاعات التي تخوض نضالات وتنفذ إضرابات واعتصامات من أجل تحسين قدراتها الشرائية ودفاعا عن حقوق منظوريها.
ان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بقدر ما يدرك دور التحركات الاحتجاجية و الاجتماعية الصاعدة و الجديدة فأنه يبقي على وعي كامل بالموقع و الدور المركزي للحركة النقابية و الاتحاد العام التونسي للشغل في الصراع الاجتماعي من اجل العدالة و الكرامة و نحن نرى في الدور الذي صار يلعبه الاتحاد في الجهات اسهاما وازنا في توحيد المجتمع المدني وعموم المواطنين و توجيههم نحو معركة الحق في التنمية و الحق في الشغل و الخدمات العمومية علامات متكررة على مركزية المعركة من اجل الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية .
وايمانا منا بضرورة تعبئة كل القوى النقابية والمدنية دفاعا عن الفئات الأكثر فقرا وتهميشا والفئات المحدودة الدخل وعموم الأجراء وادراكا منا بأن البلاد تعيش أزمة خانقة اقتصادية واجتماعية وسياسية خاصة بعد الزيادة الأخيرة في سعر المحروقات وتدهور قيمة الدينار وتراجع القدرة الشرائية والتردي الخطير للخدمات العمومية فان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية:
– يجدد دعمه لتحركات الأجراء ولتحركات الأستاذة الباحثين ويدين إجراء وقف أجور الأساتذة المضربين الذي اتخذته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ويدعو الى حل عاجل لهذه الازمة بالعودة الى الحوار الجدي والمسؤول.
– يؤكد على أن استمرار نفس الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والتهافت الحكومي على إمضاء اتفاق شراكة جديد مع الاتحاد الأوروبي دون اهتمام بكلفته الاجتماعية الباهضة ومواصلة التعويل على التداين الخارجي وتنفيذ توصيات المؤسسات المالية الدوّلية سيزيد في تأجيج الوضع الاجتماعي وتوسيع دائرة الغضب ولن يوقف قوراب الموت وشاحنات الموت ولن يضع حدا للفساد والتهريب.
– يطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها كاملة إزاء مطالب المجتمع وخاصة فئاته الهشة واتخاذ كل الإجراءات العاجلة للخروج من الأزمة الحالية قبل فوات الأوان.
– يعبر لكل المحتجين عن دعمه الكامل لتحركاتهم ولمطالبهم وانخراطه العملي والميداني في دفعها وتوسيع مجالاتها حتى تشكل قوة ضغط فعلية لوقف سياسات الحكومة اللاشعبية.
– يجدد ايمانه بان جبهة مدنية ونقابية واجتماعية صارت أكثر من ضرورة ملّحّة دفاعا عن أوسع فئات المجتمع التي تستهدفها سياسات الحكومة في قوتها وفي حقوقها وتستهدفها دعايتها الإعلامية بالوصم والتشويه وأجهزتها الأمنية بالملاحقة والتعسف ودفاعا عن القطاع العمومي وعن السيادة الوطنية التي تهددها سياسات الشراكة التي يدفعنا إليها الاتحاد الأوروبي.
عاشت نضالات العاملات والعمال
عاشت وحدة الشغالين والمضطهدين
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
الرئيس عبدالرحمان الهذيلي