في الالتزام بقضايا الحداثة في العالم العربي والإسلامي
حياة عمامو
مديرة مخبر تاريخ الاقتصاد المتوسطي ومجتمعاته عميدة سابقة لكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس
تحرّرت المجتمعات من بعض قيودها، ولكنّها لم تتخلص من الاستبداد والعقليّات المحافظة بإسم الدّين التي سرعان ما هيمنت على المجتمعات بفضل الحملات الدّعويّة للإسلام السّياسي وانخرطت في ضرب كلّ أشكال التّحرّر والحرّيّة بدعوى محاربة “التغريب.” والمحافظة على الهويّة المهدّدة من أفكار أنصار الغرب فظهر مفكرون من أجل مقاومة موجات “إعادة الأسلمة” بفكر يسعى إلى نقد الإسلام السّياسي بكافة تمظهراته متوجّها تارة إلى الرّأي العامّ الدّاخلي الذي لا يتعاطف معه إلا نادرا نتيجة حملات التشهير والتشويه التي يتعرّض لها هؤلاء، وطورا إلى الرّأي العامّ الغربي للشرح والتفسير في بعض الأحيان وللتبرير في أحيان أخرى. فلماذا لم تتحقّق الحداثة المنشودة في البلدان العربيّة والإسلاميّة رغم غزارة الإنتاج الفكري وتنوّع أطروحاته وتعدّدها وطول المدّة التي عالج خلالها هؤلاء المفكرين الملتزمين بقضايا الحداثة الفكريّة؟
الكراس