تقرير من اعداد الباحث خالد طبابي
إنّ عشرية توالي الأهوالي، التّي اتسمت باللصوصية والمحسوبية والفساد وتصاعد النزاع وعجز النخب السياسيةفي الإجابة عن الأسئلة الاجتماعية والاقتصادية للتونسيين والتونسيات في سياق عمّق فيه الوباء الأزمة التي اسفحلت كامل أرجاء البلاد، وارتطمت فيه حركات الاحتجاج باليأس والإحباط كلّها عوامل هيأت الأرضية الخصبة لتنامي التفكير في المشاريع الهجرية غير النظامية، لذلك كانت العشرية التّي هي استمرارية لفساد الدولة التسلطيّة قبل سنة 2011 هي القادح في تدفق الموجات الهجرية.
إنّ الحالة الإسثنائية التّي أعلن عنها رئيس الجمهورية يوم 25 جويلية لم تقدّم سوى تكتيكات مساحيق التجميل التّي لا يٌمكنها إنتاج تغيّرات راديكالية وعميقة ليظّل المتوسط النافذة الأخيرة وملاذ الفقراء والمهمشين.
إنّ براديغم أمننة الهجرة لم يفرمل موجات الهجرة غير النظامية، بل على العكس من ذلك، فقد ساهم في تصاعدها ولم تنتج هذه المقاربة سوى القصص التراجيدية والمآسي الإنسانية.
وفي الختام يٌمكن القول أنّ ظاهرة الهجرة غير النظامية لن تنقطع ما لم تتشكل “الكتلة التاريخية” بالمعنى القرامشي لهذا المفهوم الذي لا يعني قضيّة التحالف الطبقي فقط وإنّما كذلك المشروع الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي الذي يحمله هذا التحالف، والذي يكون نقطة انطلاق وبداية تجديد العقد الاجتماعي والديمقراطي.