ملخص
إنطلاقا من الرصد الذي قام به المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية سنة 2018 لمختلف التحركات الاحتجاجية بالبلاد، حاولنا في هذه الورقة أن نقدم تأويلا و منح معنى سوسيولوجي لهذه التحركات من خلال جرد للأدبيات النظرية المتعلقة بالحركات الإجتماعية، و إستخدامها كأدوات تحليل لما يحدث في أرض الواقع حيث تبين لنا أن جل الحركات الاحتجاجية تتراوح بين هبات الغضب و التحركات المطلبية و قلة منها من تتميز بفاعلية و ديناميكية مؤثرة على غرار تحركات الكامور، و عمال الحظائر، و قد بين التحليل كذلك أنه رغم الضعف التنظيمي للحركات الإجتماعية إلا أن استطاعت أن تخرج من الإخفاء الإجتماعي المفروض عليها وتخلق لنفسها فضائها العام المضاد من خلال إحتلال الفضاء العام. إضافة إلى هذا تنحو التحركات الإجتماعية في تونس نحو التنوع من حيث الفاعلين، حيث لم تعد تقتصر على المطلبيات المتمحورة حو إلى المسألة الإجتماعية و إنما أصبحت تنحو شيئا فشيئا نحو مطالب مبنية على الحقوق الإنسانية مثل الحق في البيئة والحق في الماء و الحق في الأرض و هو ما يسبغ نوع من المعيارية على خطاب الفاعلين حيث أصبحنا إزاء إقتصاد أخلاقي للعدالة و اللامساواة يدفع الأفراد إلى التجمع حول قضايا محلية و صغيرة. إضافة إلى هذا يظهر أن المحلي في السياق الحالي صار موردا تتحرك في إطاره التحركات الإجتماعية حيث تتبوأ التضامنات المحلية أهمية اساسية تمكن الفاعلين من بلورة مطالب و أهداف واضحة مثل التحركات المطالبة بالماء أوالمطالبة بالتنمية