إنّ عملية تصدير الحدود في السياسة الأوروبية التونسية وإضفاء الطابع الأمني على قضيّة الهجرة، يبدو أنّها ساهمت في مزيد تعميق الفقر في المجتمع التونسي، وتغيير البحر المتوسط من فضاء اقتصادي وحضاري وتجاري إلى مقبرة مائية، وتحويل الأراضي التونسية إ لى معسكر لسجن المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء. وهكذا فإنّ عسكرة الحدود قد أبادت تاريخاً وحضارة وثقافة بين أمتيّن: التونسية الأوروبية. كما أنّ عملية الأمننة وتصدير الحدود ليست سوى شكل من أشكال الاستعمار الجديد وتكريس تفوّق دول الشمال على حساب دول الجنوب حتّى وإن كان الثمن قتل طموح المهاجرين وسكان دول الجنوب عموما والتحكم في مصيرهم