كاتماندوـ نيبال 2024
إعلان فلسطين
نختتم اليوم 21 فبراير(شباط) هذه الدورة ال 24 الناجحة للمنتدى الاجتماعي العالمي في نيبال وبعد شكرنا لللجنة المنظمة ولكل الفاعلين والمشاركين والمتطوعين اللذين سهروا على تحقيق هذا النجاح، فإننا نسجل اعتزازنا بما لمسناه هنا من تضامن قوي مع الحق الفلسطيني من كلّ المشاركين ومن إدانة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة منذ أكثر من 4 أشهر.
ونحن إذ نفكر بوعي إنساني مشترك في عشرات آلاف ضحايا غزة، نستحضر كلّ الجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948، ونشهد العالم على ما صارت تمثله دولة إسرائيل كدولة مارقة بدعم من قوى الهيمنة العالمية من خطر على العالم بأسره.
إن حجم الكارثة اليوم غير مسبوق ولا تزال أبواب الجحيم مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني ليس فقط في غزة بل في كلّ الأراضي المحتلة. ولقد وضعت غزة القيم الديمقراطية والإنسانية وقيم العدالة الدولية على المحك وكشفت انحيازا واضحا لقوى الهيمنة العالمية لدولة الاحتلال.
وقد تعدي هذا الانحياز حدود الحكومات ليشمل قطاعات واسعة من الرأي العام الغربي والعالمي، حيث وصل الى حدّ التخلي المفاجئ والصادم للعديد من مناضلي حقوق الإنسان و مناهضي الاستعمار والمثقفين عن قناعاتهم الديمقراطية والحقوقية واصطفافهم وراء مواقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وإصرارهم على النظر فقط لصورة “الضحية الاسرائيلي” دون اكتراث بالضحايا الفلسطينيين.
إن القناعات التي عليها التقينا في هذا الفضاء العالمي المناهض للنيبوليبرالية والهيمنة الاستعمارية و المنحاز لحقوق الشعوب و الإنسان و المؤمن بقيم التضامن العالمي تجعلنا اليوم ندرك فعلا أن مستقبلنا هو فلسطين التي لا تقاوم فقط من أجل تحرير نفسها بل من أجل تحريركافة شعوب العالم.
ولأن الظلم الذي يواجهه الشعب الفلسطيني هو صورة مصغرة للمظالم العالمية المتقاربة مع النضال الأوسع ضد الأشكال المعاصرة للاستعمار والرأسمالية ، ولأننا نشترك مع الفلسطينيين كما مع كلّ شعوب العالم في الإنسانية، ولأن القضية الفلسطينية تثير اليوم بشكل راديكالي أسئلة حاسمة حول قدرات الرأي العام الدولي على تفعيل التضامن ووقف سياسة المكيالين، فإننا نحن أعضاء المجلس الدولي للمنتدى الاجتماعي العالمي ندعو لوقف إطلاق النار فورا ووقف الابادة الجماعية، رفع الحصار عن غزة و السماح بدخول ما يكفي من المساعدات الطبية والانسانية، ووقف اعتداءات المستوطنين في الضفة ووقف الاستيطان، وحظر تصدير الاسلحة لطرف ثالث، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإنهاء الاحتلال.
كما ندعو لتبني دعوة لتنظيم يوم عالمي في ذكرى النكبة الفلسطينية يوم 15 ماي 2024 لوقف الحرب و إدانة كلّ من برّرها و شرّع لها وموّلها.
نتبنى مقترح المنتدى الاجتماعي مغرب مشرق لتنظيم دورة استثنائية للمنتدى الاجتماعي حول فلسطين في تونس أيام 10 و 11 و 12 مايو(ايار)، كما ندعو ليوم تضامني عالمي في ذكرى النكبة الفلسطينية يوم 15 ماي 2024، وليعدّ ذلك فرصة جديدة لتفعيل التضامن العالمي مع فلسطين والنظر في سبل إحياء الأمل في تقاطع عالمي دائم حول قيم مشتركة محورها احترام حقوق الإنسان و الشعوب و الأقليات وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفض العنصرية و الكراهية. ولذلك، نحن ندعم هذا المقترح وندعو إلي المساهمة في إنجاح هذه المبادرة.