تونس تستحق الأفضل
في الوقت الذي تمر به بلادنا بمرحلة صعبة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا تستوجب مسؤولين قادرين على قيادة المسار نحو الانفراج واعادة الأمل سواء على مستوى الإدارة الداخلية للازمة او قيادة ديبلوماسية ناجعة تحشد الدعم اللازم للتجربة التونسية وقيمها من حقوق وحرية وكرامة يفاجئنا السيد رئيس الحكومة بتصريح صادم بالربط بين الهجرة غير النظامية والإرهاب مما يؤكد قصور الفهم وانعدام التجربة وضعف الاستشارة وعدم التمكن من الملفات بشكل يسئ لصورة التونسيات والتونسيين.
لم يكن التصريح هفوة اتصالية تضاف الى رصيد السيد رئيس الحكومة الحافل بصنع التوترات إثر كل اطلالة إعلامية بل بدت وكأنها مسلمة يدعمها باستعداده لترحيل اي تونسي يتواجد بطريقة غير نظامية في فرنسا. إن السيد رئيس الحكومة أساء للألاف من التونسيات والتونسيين المتواجدين في أوروبا بطريقة غير نظامية وهم في مسارات قانونية لتسوية وضعياتهم وقد يعرضهم هذا التصريح لتهديد سلامتهم من طرف المجموعات اليمينية المتطرفة المعادية للمهاجرين. ليعلم السيد رئيس الحكومة ان المهاجرين التونسيين بصرف النظر عن وضعيتهم هم أبناء تونس وبناتها ومنقذيها في المحن وما قدموه لتونس في هذه الازمة أثره أنجع من سياساتكم.
ان مثل هذه التصاريح تؤكد عزلة الطبقة السياسية عن واقع أبناء الشعب وامالهم وانتظاراتهم التي تصطدم بخيبة امل كبيرة ويأس من اصلاح الاوضاع مما يدفعهم ال مغامرة الهجرة غير النظامية وهو ما تؤكده كل الدراسات والتقارير الصادرةعن الجامعة التونسية والمنظمات المهتمة بهذا الموضوع
ان غاية بعض القوى في أوروبا هو أن تدفع تونس ثمن عمل إرهابي جبان استهدف الأبرياء وهو ما تريد تمكينه منه مثل هذه التصريحات ايضا الموقف المهتز لرئيس الحكومة وهو يعتذر ضمنيا عن التدفقات الهجرية. ليس قدر تونس والتونسيين ان نكون بين فكي كماشة الإرهاب والابتزاز.
أمام هذا التردي فإن طرح الاستراتيجية الوطنية للهجرة للنقاش داخل البرلمان اصبح مطلبا عاجلا حتى تكون ملزمة لكل المسؤولين وحتى لا تتكرر مواقف عدم الفهم والارتباك.
ستشق تونس طريقها نحو قيم الحرية والديمقراطية وستنتصر للحقوق الكونية وللتضامن.
ونحن على أبواب الذكرى العاشرة للثورة يبدو أن السيد رئيس الحكومة في قطيعة معها ومع قيمها وليس في مستوى انتظاراتها من حرية وكرامة وسيادة.
المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية
عبدالرحمان الهذيلي