“تدهـــــــــــور المنـتــــــــــــــــزه الحضـري النحلــي أحد انعكــــــــــاسات أزمـــــــــــــة االستراتيجيــــة البيئيــة”
إيمان قارسي
من التقرير السداسي للعدالة البيئية لسنة 2023
يعكس تدهور الحدائق الحضرية بما في ذلك منتزه النحلي، وجها من وجوه أزمة الاستراتيجية البيئية التي تمر بها تونس والتحديات التي يواجهها البرنامج الوطني للمنتزهات الحضرية. كما أنه شاهد على الاشكاليات المرتبطة بالسياسات العمرانية العاجزة على احتواء المساحات الخضراء وحمايتها، وهو بمثابة الأمر الذي يحول دون تحقيق جودة الحياة للمواطنين.
فالسلطة السياسية لا تعتبر الولوج إلى الفضاء الطبيعي داخل النسيج الحضري حقًا مدنيًا أساسيًا، على الرغم من أنه مستمد مباشرة من الحق في المدينة21. في المقابل فإن الحركات الاجتماعية التي ظهرت بعد ثورة 2011 والتي حملت العديد من المطالب البيئية لم تول اهتماما خاصا للقضايا المتعلقة بالمساحات الخضراء والمنتزهات الحضرية، خاصة فيما يتعلق بغياب المساواة على مستوى التوزيع والتصرف لهذه الأخيرة بين مختلف المدن والأحياء. وربما يرجع هذا الامر الى اعتبار الفضاء الطبيعي قضية ثانوية وليست من الأولويات مقارنة بالمسائل الحارقة التي فرضت نفسها، وهو بالأمر الحتمي في ظل انعدام الحد الأدنى لحفظ كرامة المواطن. ولكن ربما من الضروري اليوم توجيه الوعي المجتمعي الى أهمية المطالبة بالحق في فضاء طبيعي لما يؤديه من وظائف هامة كالوظائف البيئية والإيكولوجية والاجتماعية والمجتمعية والصحية