على إثر تداول صور صادمة لمواطنين يشربون من حفرة (قلتة) في منطقة أولاد عمر من عمادة بني حازم بمعتمدية مكثر من ولاية سليانة، تواصل قسم العدالة البيئية بالمنتدى مع ناشطة بيئية ومتساكنين من المنطقة من أجل توثيق هذه المأساة والعمل على فك عزلة هذه القرية عن طريق إيصال صوت متساكنيها ومطلبهم الوحيد في الماء الصالح للشراب للرأي العام وللسلطات المعنية
أولاد عمر، منطقة ريفية يعيش فيها 22 عائلة أي ما يقارب ال100 متساكن في عزلة تامة عن مركز المدينة الذي يبعد عنهم سبع كيلومترات ويربطهم به طريق في حالة يرثى لها. ويزيد عزلة الأهالي معضلة العطش التي يعيشون مأساتها منذ عقود بسبب غياب خدمات الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وغياب أي مصدر للماء الصالح للشراب ما عدا عين ماء طبيعية مشفوعة بحلقوم بدأ تدفقها بالتراجع منذ سنة 2019 ليبلغ مستواه الأدنى في سنة 2023 قبل أن يتوقف عن التدفق تماما في بداية شهر أوت
ولئن كانت بعض المناطق الريفية في تونس تحتوي على الأقل على حنفيات عمومية متركزة وسط التجمعات السكنية النائية، فإن أولاد عمر تفتقر حتى إلى هذا المصدر من المياه وتكتفي الاثنان والعشرون عائلة اليوم بتقاسم 10 لترات من الماء يوميا متأتية من حفرة محاذية لعين ماء أولاد عمر قامت السلط المحلية بحفرها في انتظار تفعيل دراسة ربط المنطقة بالماء كما تم تأكيده للأهالي. وتجدر الإشارة أن هذه الحفرة هي نفسها التي يشرب منها الحيوانات، كما أنها غير مهيئة بتاتا كما صرح لنا به الأهالي الماء اللي نشربو فيه شطرو ماء، شطرو تراب
وما انفك أهالي أولاد عمر يطالبون بحقهم في الماء الصالح للشراب وربطهم بشبكة الصوناد، غير أن مطالبهم لم تقابل إلا بالتسويف والمماطلة من طرف السلط المحلية والجهوية وعلى رأسها ولاية سليانة وإقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه مما يضطرهم اليوم للسير كيلومترات على الاقدام، وخاصة منهم النساء لجلب الماء من الواد أو من عين أخرى مجاورة للمنطقة يرتادها متساكنو قرية أخرى مما لا يخلو أن تنجر عنه نزاعات حول هذه العين وطوابير انتظار طويلة
إن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وبالنظر إلى الوضعية اللاإنسانية التي يعيشها أهالي أولاد عمر مع الغياب الكلي لأي مصدر للمياه
يحذر من تداعيات غياب الماء الخطيرة على صحة المتساكنين وظروف عيشهم، خاصة مع التهميش المركب الذي يعيشون على وقعه، من بنية تحتية مهترئة وبطالة وصعوبة الولوج للخدمات الصحية والتعليمية،
يشدد على أن الحق في الماء حق إنساني علوي وكوني من واجب الدولة ومؤسساتها توفيره لمواطنيها على قدم المساواة مع تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي عن طريق تخصيص تمويلات كافية للمناطق والفئات الأكثرعزلة وهشاشة
يهيب بسلطة الاشراف وعلى رأسها وزارة الفلاحة والشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه وولاية سليانة التسريع بربط منطقة أولاد عمر بالماء الصالح للشراب
يستنكر تواصل تهميش المناطق الريفية النائية والمعزولة واقصائها من برامج الربط بالماء الصالح للشراب وكأن الإقامة في المناطق الريفية تهمة يعاقب عليها المواطن بالحرمان من أبسط حقوقه التي ينص عليها الدستور وتكفلها القوانين الوطنية والدولية
يدعو كل نفس حر من مواطنين.ات ومنظمات مجتمع مدني وصحفيين.ات إلى العمل على مساندة أهالي أولاد عمر من أجل فك عزلتهم وتحقيق مطلبهم الأكثر إلحاحا في الربط بالماء الصالح للشراب
لمزيد من المعلومات الباحثة والناشطة في المجتمع المدني هدى مزهود 22461628